معرفة جنس الجنين: الأساليب العلمية والتقليدية وتأثير العوامل الوراثية


تعد معرفة جنس الجنين من أكثر الأمور التي تثير فضول الأمهات الحوامل وعائلاتهن. ومع تقدم الطب، أصبحت هناك طرق دقيقة للكشف عن جنس الجنين في مراحل مبكرة من الحمل، سواء من خلال التحاليل الطبية أو التصوير بالموجات فوق الصوتية. 

كما توجد بعض الطرق التقليدية التي يعتمد عليها الناس منذ القدم، على الرغم من افتقارها للدقة العلمية.

 في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أهم الطرق العلمية والطبيعية لمعرفة جنس الجنين، بالإضافة إلى العوامل الوراثية التي قد تؤثر على تحديده.

1. العوامل المؤثرة في تحديد جنس الجنين

يتم تحديد جنس الجنين من اللحظة الأولى للإخصاب بناءً على الكروموسومات التي يحملها الحيوان المنوي من الأب. تحتوي البويضة دائماً على كروموسوم X، بينما يمكن أن يحمل الحيوان المنوي إما كروموسوم X أو Y.

إذا التقى كروموسوم X من الأب مع كروموسوم X من الأم → يكون الجنين أنثى (XX).إذا التقى كروموسوم Y من الأب مع كروموسوم X من الأم → يكون الجنين ذكراً (XY).

هل يمكن التأثير على جنس الجنين؟

هناك بعض الدراسات التي تشير إلى تأثير نمط الغذاء أو التوقيت المناسب للجماع في زيادة احتمالية الحمل بجنس معين، لكن هذه العوامل لم تُثبت فعاليتها علمياً بنسبة 100%.

2. الطرق العلمية لمعرفة جنس الجنين

أولاً: السونار (الموجات فوق الصوتية)

يعتبر التصوير بالموجات فوق الصوتية (السونار) من أكثر الطرق شيوعاً للكشف عن جنس الجنين. يتمكن الطبيب من معرفة نوع الجنين عبر رؤية الأعضاء التناسلية، وعادةً يكون ذلك في الأسبوع الـ 16 إلى الـ 20 من الحمل.

دقة السونار تعتمد على:

عمر الجنين: كلما زاد عمر الحمل، زادت دقة التشخيص.

وضعية الجنين: إذا كان الجنين في وضعية تمنع رؤية أعضائه التناسلية، فقد يكون من الصعب تحديد جنسه.

خبرة الطبيب وجودة جهاز السونار.

ثانياً: تحليل الدم للكشف عن الكروموسومات

هناك فحوصات حديثة يمكنها الكشف عن DNA الجنين من خلال عينة من دم الأم، مثل تحليل NIPT (Non-Invasive Prenatal Test) الذي يتم إجراؤه بعد الأسبوع العاشر من الحمل.

مزايا هذا الاختبار:

دقته تصل إلى 99% في معرفة جنس الجنين.

يمكنه اكتشاف الاضطرابات الجينية مثل متلازمة داون.

ثالثاً: فحص الزغابات المشيمية أو بزل السائل الأمنيوسي

تستخدم هذه الفحوصات عادةً للكشف عن التشوهات الجينية، لكنها أيضاً تحدد جنس الجنين بدقة تصل إلى 100%. يتم إجراؤها عادةً بين الأسبوع الـ 10 والـ 15 من الحمل.

لكنها لا تُجرى إلا عند الضرورة الطبية لأنها قد تزيد من خطر الإجهاض بنسبة ضئيلة.

3. الطرق التقليدية لمعرفة جنس الجنين

على الرغم من التقدم العلمي، لا تزال هناك بعض الطرق التقليدية التي يستخدمها الناس للتنبؤ بجنس الجنين، لكنها ليست دقيقة علمياً.

أشهر الطرق التقليدية لتحديد نوع الجنين
هذه الطرق ليست مبنية على أسس علمية، لكنها لا تزال شائعة في بعض الثقافات. إليك بعضًا منها:


1. شكل البطن 
يُقال إن البطن المرتفع والدائري يشير إلى حمل بفتاة.
أما البطن المنخفض والممتد للأمام فيُعتقد أنه علامة على حمل بولد.

2. غثيان الصباح 
يُعتقد أن الغثيان الشديد في الصباح دليل على حمل بفتاة، بينما يكون الغثيان الخفيف أو عدم وجوده مؤشرًا على حمل بولد.

3. الرغبة في الطعام (الوحم)
يُقال إن اشتهاء الحلويات والفواكه يعني أن الجنين أنثى، في حين أن الرغبة في الأطعمة المالحة أو الحامضة تدل على حمل بصبي.

4. لون البول 
يعتقد البعض أن لون البول الداكن يشير إلى حمل بصبي، بينما اللون الفاتح يدل على حمل بفتاة.

5. تغيرات البشرة والشعر
يُقال إن الحمل بفتاة يجعل البشرة أكثر عرضة للبثور وحب الشباب، بينما يكون الشعر أكثر صحة ولمعانًا عند الحمل بولد.

6. اختبار الخاتم والخيط
يتم ربط خاتم بخيط وتحريكه فوق البطن: إذا تحرك بشكل دائري، يُعتقد أن الجنين فتاة، وإذا تحرك ذهابًا وإيابًا، فهو صبي.

7. تغيرات المزاج 
يُقال إن المرأة الحامل بفتاة تكون أكثر عاطفية وحساسة، بينما تكون أكثر هدوءًا واتزانًا عند الحمل بولد.

وفقًا لبعض الخرافات، إذا كان معدل نبضات قلب الجنين أعلى من 140 نبضة في الدقيقة، فهو فتاة، وإذا كان أقل، فهو ولد.


هذه الطرق ليست علمية ولا يمكن الاعتماد عليها لتحديد جنس الجنين بدقة. الطريقة المؤكدة هي الفحص الطبي عبر السونار أو الاختبارات الجينية. 


4. هل يمكن معرفة نوع الجنين في الشهر الأول؟

لا يمكن تحديد جنس الجنين في الشهر الأول أو الثاني من الحمل بأي وسيلة طبية، لأن الأعضاء التناسلية لم تتشكل بعد. 

تبدأ الأعضاء التناسلية بالتميّز في الأسبوع السابع تقريبًا، ولكن لا يمكن رؤيتها قبل الأسبوع الـ 14 إلى الـ 16 عبر السونار.

5. هل يمكن معرفة جنس الجنين من خلال الجدول الصيني؟

يُعد الجدول الصيني من الوسائل التقليدية الشائعة لتوقع جنس الجنين بناءً على عمر الأم وقت الحمل والشهر الذي تم فيه الحمل. ومع ذلك، لم يتم إثبات دقته علمياً، فهو يعتمد فقط على الحسابات الفلكية القديمة.

6. تأثير معرفة جنس الجنين على الأم الحامل

قد تؤثر معرفة جنس الجنين على الصحة النفسية للأم، خصوصًا إذا كانت تفضل جنساً معيناً. في بعض الثقافات، قد يكون هناك ضغط اجتماعي لإنجاب الذكور أو الإناث، مما قد يؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل القلق والاكتئاب.

 لذا، من المهم أن تتعامل الأسرة بإيجابية مع جنس المولود وألا تجعل ذلك مصدر توتر للأم.

معرفة جنس الجنين من الأمور التي تثير فضول الكثير من الأمهات، وتوجد العديد من الطرق الطبية الدقيقة للكشف عنه، مثل السونار وتحليل الدم والاختبارات الجينية. 

أما الطرق التقليدية مثل شكل البطن أو الجدول الصيني فهي غير علمية ولا يُعتمد عليها. في النهاية، الأهم من معرفة جنس المولود هو التأكد من سلامته وصحته طوال فترة الحمل.




إرسال تعليق

أحدث أقدم