![]() |
بويضة مجمدة صورة منشأة بالذكاء الاصطناعي |
في ظل التقدم الطبي، أصبح تجميد البويضات تقنية حديثة تتيح للمرأة الحفاظ على خصوبتها وتأجيل الحمل إلى وقت لاحق، سواء لأسباب طبية أو شخصية.
تعد هذه التقنية خيارًا مهمًا للنساء اللواتي يواجهن مشاكل الخصوبة أو يرغبن في تأخير الإنجاب.
في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل أسباب اللجوء إلى تجميد البويضات، الفحوصات المطلوبة، خطوات العملية، ومدى نجاح الحمل باستخدام البويضات المجمدة.
من هن النساء الأكثر حاجة إلى تجميد البويضات؟
هناك عدة حالات قد تستفيد بشكل كبير من تقنية حفظ البويضات، وتشمل:1. النساء المصابات بالسرطان:
الخضوع لعلاج كيميائي أو إشعاعي في منطقة الحوض قد يؤدي إلى تلف المبايض وفقدان القدرة على الإنجاب.
2. الإصابة بأمراض أو اضطرابات جينية:
بعض الحالات مثل متلازمة تيرنر أو وجود تاريخ عائلي لانقطاع الطمث المبكر تزيد من احتمالية فقدان الخصوبة مبكرًا.الطفرات الجينية التي تتطلب استئصال المبيضين، مثل بعض الطفرات المرتبطة بسرطان المبيض والثدي.
3. إجراء جراحات قد تؤثر على المبيضين:
بعض العمليات الجراحية قد تؤدي إلى تلف أنسجة المبيض، مما يقلل من قدرة المرأة على الإنجاب لاحقًا.4. الرغبة في تأجيل الحمل لأسباب شخصية أو مهنية:
بعض النساء يؤجلن الإنجاب بسبب الطموح المهني أو عدم العثور على الشريك المناسب، مما يجعل تجميد البويضات خيارًا للحفاظ على فرص الحمل في المستقبل.التحضيرات قبل عملية تجميد البويضات
يبدأ الطبيب بإجراء مجموعة من الفحوصات لتقييم الصحة الإنجابية ومدى نجاح العملية، وتشمل:تحاليل هرمونية: لقياس مستوى مخزون البويضات (AMH) وتقييم وظائف المبيض.
التصوير بالموجات فوق الصوتية: لفحص حجم وعدد الجريبات التي تحتوي على البويضات.
اختبارات الأمراض المعدية: مثل التهاب الكبد الوبائي وفيروس نقص المناعة البشرية، لضمان حفظ البويضات بشكل آمن.
كيف يتم تحفيز المبيض لإنتاج عدد أكبر من البويضات؟
يتم تحفيز المبيض بواسطة أدوية هرمونية لمضاعفة إنتاج البويضات، وتشمل:2. أدوية تحفيز التبويض:
تُعطى عن طريق الحقن لمدة 10 إلى 12 يومًا لمساعدة المبيضين على إنتاج أكبر عدد ممكن من البويضات الناضجة.
3. المتابعة الطبية أثناء التحفيز:
يتم إجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية وتحاليل دم دورية لمراقبة نمو الجريبات المبيضية والتأكد من الاستجابة الجيدة للعلاج.
خطوات عملية تجميد البويضات
بعد التأكد من نضج البويضات، يقوم الطبيب بإجراء عملية سحب البويضات وتجميدها وفق الخطوات التالية:- 1. إجراء العملية تحت التخدير العام لضمان راحة المريضة.
- 2. استخدام مسبار الموجات فوق الصوتية عبر المهبل لتوجيه إبرة دقيقة إلى المبيض وسحب البويضات الناضجة.
- 3. فحص البويضات تحت المجهر لاختيار البويضات السليمة القابلة للتجميد.
- 4. حفظ البويضات باستخدام تقنية التزجيج (Vitrification):
- يتم غمر البويضات في سائل التجميد (Cryoprotectant) لمنع تلف الخلايا أثناء التجميد. يتم تبريدها بسرعة فائقة في النيتروجين السائل عند درجة حرارة -196°C، مما يحافظ على جودتها لسنوات طويلة.
ما مدى نجاح الحمل باستخدام البويضات المجمدة؟
تعتمد فرصة نجاح الحمل على عدة عوامل، أهمها:عمر المرأة عند تجميد البويضات: كلما تم تجميد البويضات في سن أصغر، كلما زادت فرص نجاح التخصيب والإنجاب لاحقًا.
عدد البويضات المجمدة: كلما زاد العدد، كلما ارتفعت احتمالية نجاح عملية الحقن المجهري عند استخدامها لاحقًا.
جودة الحيوانات المنوية المستخدمة في التخصيب.
صحة الرحم ومدى استعداد الجسم للحمل.
الآثار الجانبية والمضاعفات المحتملة
أعراض جانبية مؤقتة بعد التحفيز الهرموني:✓غثيان وهبات ساخنة.
✓صداع وتقلبات مزاجية.
✓انتفاخ في البطن بسبب تضخم المبيضين.
مضاعفات نادرة قد تحدث بعد سحب البويضات:
✓متلازمة فرط تحفيز المبيض (OHSS):حالة نادرة تتسبب في احتباس السوائل في البطن وألم شديد نتيجة الاستجابة المفرطة للمنشطات الهرمونية.
✓النزيف أو العدوى نتيجة إدخال الإبرة عبر جدار المهبل أو البطن.
أصبح تجميد البويضات أحد الحلول الرائدة لمساعدة النساء على الحفاظ على فرص الإنجاب، سواء لأسباب صحية أو اجتماعية.
ومع التقدم الطبي، أصبحت هذه التقنية آمنة وفعالة، حيث تتيح للمرأة اختيار الوقت المناسب للحمل دون القلق من تراجع الخصوبة.
ينصح الأطباء بإجراء هذه العملية في سن مبكر، لضمان أفضل جودة للبويضات وأعلى نسبة نجاح للحمل في المستقبل.